top of page

بـيـن الاخـتـلاف والائـتـلاف عـلاقـة تـلازمـيـة

  • Photo du rédacteur: مدونات آفاق
    مدونات آفاق
  • 27 août 2019
  • 1 min de lecture

بقلم: هناء ريباح


الإختلاف، كثيرا ما تداولنا هذا المصطلح بل اعتمدناه لنفسر سلوكاتنا الخاصة بذاتنا كأنها لاتمثل المجتمع (أي تختلف عنه)، ظنًّا منّا أننا على صواب، فنتعنت ونتقوقع لفكرنا، دون النظر في إمكانية صحة ذلك من عدمه، إنّ البعد الذي يطرحه هذا الفكر هو الإنطلاقة الخاطئة التي تبنيناها لتفسير هذا المفهوم، فالإختلاف لم يقتصر يوما على السلوكات المكتسبة السطحية التي قد تدخل في إطار الأخلاق العامة في المجتمع، إنما الإختلاف كان ولايزال متعلقا بما فرضته الفطرة الكونية الإلهية من اختلاف عرقي أو مذهبي أو طائفي أو ديني أو إيديولوجي كذلك، لكن الأمر تجاوز سياق السلوكيات بالنسبة للمجتمعات العربية المتأثرة بالثقافة الغربية والمتعارضة في عموم الأحيان مع ثقافة هذا المجتمع في حدود التوجه الديني له، وصارت مسألة تقليد ليس إلا. هنا نرجع إلى توضيح الطرح السابق بخصوص الإختلاف العقائدي أو الإيديولوجي أو أي شيء في إطار اختلاف ثقافتين من حيث ما تحمله الثقافة من مقوّمات، غير أن ذلك قد يحمل صبغة أخرى، فالإختلاف السلوكي في الثقافة الواحدة يستدعي سبلاً معينة لامتصاصه وقولبته -لا لتقبله بحذافيره كما يطالب هؤلاء- بما يتناسب والمبادئ الأخلاقية الإنسانية للثقافة، خاصة وإن خرجت الأمور عن السيطرة، فلا يصحّ القول أنّ تقليد نموذج ونمط معينين هما اختلافٌ لابد من تقبله، بل هو أقرب للشذوذ الأخلاقي والإنساني عن المجتمع الواحد. غير أنّ الصورة العامة لهذه الاختلافات لا يصحّ تصنيفها بالضارة التي تستدعي التعصب والخلاف المستميت مادامت لاتمسّ إلا صاحبها، لكن الأمر قد يستدعي إجراءات وترتيبات مغايرة إذا خرجت لحيز اللامعقول والتطاول على الآخرين وإهانة توجهاتهم، بل أبعد من ذلك المساس بمعتقداتهم ومحاولة تدنيسها.

 
 
 

Comments


من نحن ؟

مدونات آفاق، مدونة خاصة بنشر مقالات الرأي في كل المجالات، نعمل على أن تكون منصة لأصحاب الأقلام الراقية، نرحب بمشاركاتكم.

القوائم

سياسة 

رياضة

اقتصاد

فكر وفلسفة

اعلام وإتصال

أدب وفنون

دين

تاريخ

مجتمع

منوعات

مدونينا الدائمين

فيديو الأسبوع

حسام بن سكايم

حمزة فؤاد مطيبع

مراد لكحل

مدير الموقع: حسام بن سكايم

المدقق اللغوي: حمزة فؤادمطيبع

bottom of page