top of page

رحلتي مع القائد الصالح في بحار "فن الحرب"

  • Photo du rédacteur: مدونات آفاق
    مدونات آفاق
  • 10 oct. 2019
  • 2 min de lecture

بقلم: حمزة فؤاد مطيبع


كل الشخصيات تالية الذكر لا تزوّد الواقع بالحقيقة، وإنما هي خيال يزوّد الحقيقة بالواقع.


أعلم يقينا عاما تاما أنك قد قرأت هذا الكتاب العسكري الرائع، الذي هو من أهم مَعَالِم الاستراتيجيات الأمنية والسياسية وحتى الرياضية، قرأتَه عشرات المرات، ويحدث للعقل البشري دائما أن ينسى، مهما كانت درجته المعرفية عاليةً ومرونة ذهنه مسترسلة إلى أبعد الآفاق، مثل الخاصة بحضرتك الصالحة، فهذا تذكير بأبرز المحتويات:


يكتب سون تزو أن القائد الناجح الناجع تشترط فيه الحكمة والقيمة، من إدارة الموارد إلى محبة الجنود وتلبية حاجياتهم، ونَسخ نفس المعاملة مع السجناء والصعفاء، مرورا بالإلمام بفلسفة التنظيم (حركات وسكنات العسكريون) واستراتيجيات تحديد الزمكان الأنسبين للعمل الحربي. ويكون المرشدُ العسكري إنسانَ فكر ومعرفة وفضيلة وشجاعة وتأني، ومتأهبا لكل نملة تدبّ ولكل بعوضة نمر تحلّق...


عليه أن يعرف التفريق بين المصالح الحقيقية والكاذبة، ويدرك متى وكيف تنشآن، ويدسّ الجواسيس في كل ثغرة موجودة، ويشعل لهيب التنافرات والصراعات في صفوف الآخر (لا أظنه يريد هذا للحراكيين)، ويفوز بالحلفاء (أكيد ليس "الشياتين") ويلزمه التأليف بين أفئدة الشعب لا التبعيد بينها.


لكن ما يهمنا، بتشديد كل حروف الأهمية، هو تسطيره مبدأ "ستتجنب أيها القائد، بأقصى حرص، كل ما يمكن أن يؤدي إلى هبّة جماعية تصطدم بك" (عدم السماح بتزوير الانتخابات مثلا؟)


وبعدما وصلنا للصفحة 57 قال "سون تزو" لي وللقائد: "لن تستطيعا معي صبرا" ثم أوضح: "القوة العسكرية تُبنى على العلاقة مع الغير.. والقائد القوي هو الذي يميّز المعركة المثمرة عن الخاسرة قبل وُلُوجِهما" (هل تعني مثلما يفسد التزوير والاستبداد العلاقة مع الشعب ويكونان قضية ضائعة لا يجدر حتى التفكير فيها؟)


وفي الصفحة 65 قاعدة مهمة لي ولك يا سيدي القائد: "الجنرال العظيم لا ينبغي أن يتلفّظ بأنه سيفعل الشيئ المعيّن مهما كانت الأحوال أو أنه سيتبع أسلوب الحكم ذاك دون تغيير أبدا، بل يدع الظروف تقتاده ويترك ذهنه يُتقن فن التحولات السلسة" (هل تقصد يا معلّمي "سون تزو" أنّه محرّم القول أنّ الانتخابات ستكون مَهما كان من يشرف عليها؟)


أنا متيقن يا سيدي أنك قد حققت ما كتبه "سون تزو" في الذي يلي: "الجنرالات الذين تلمع نجومهم، كانتا المطالعة والدراسة لديهم تسبقان الحرب"


ومن دون شك ستلتزم بقوله: "الجنرال الذي يعرّض نفسه للخطر (أي أضواء العدو) دون حاجة، لن يكون ناجحا". (أتقول أنه ينبغي ترك الرئيس الصالح يخطب عوضا عن القائد؟)


صَدقت يا "تزو" في أننا لن نستطيع معك صبرا، فها أنت تقول: "الجنرال الذي لا يتحكم في مشاعر غضبه سيقع في يد العدو بسبب تسرعه". (هل تظنني أعتقد بأنك تقصد أنّ سَجن المعارضين بدافع غضب، وهو شعور مبرر سيكولوجيا، قد يكون مفسدا للورقتين الاجتماعية والعالمية؟)


ويجهر بالقول كاتبا: " أيها القائد عليك أن تحب جنودك كما لو كانوا أولادك، وتجود عليهم في الأكل والأفراح، فقط دون إسراف وتدليل.. ومعاقبتهم تكون بوجه حق.. ولا تشن المعارك إلا إذا دعت الحاجة لذلك، وكان الفوز مدروسا." (لا شك أنّ رجالات حماية الوطن ينالون كثيرا من هذا الكرم والعدالة وهذا سبب رحمتهم بالحراكيين)


وفي الصفحة الثانية والعشرين بعد المئة يعلن: "إنّ دفاعك أيها القائد هو عن مصالح البلد وليس عن مصالح شخصية". (أكيدٌ أنّ القائد الصالح يدرك هذا ويطبقه بكل حرص)


نلتقي في عوالم خيالية أخرى.


ما ذُكر من الكتاب مترجم من الفرنسية (دار تلانتيقيت) بحكمتي العظيمة (على سبيل كلام الرئيس دونالد ترامب).

 
 
 

Comments


من نحن ؟

مدونات آفاق، مدونة خاصة بنشر مقالات الرأي في كل المجالات، نعمل على أن تكون منصة لأصحاب الأقلام الراقية، نرحب بمشاركاتكم.

القوائم

سياسة 

رياضة

اقتصاد

فكر وفلسفة

اعلام وإتصال

أدب وفنون

دين

تاريخ

مجتمع

منوعات

مدونينا الدائمين

فيديو الأسبوع

حسام بن سكايم

حمزة فؤاد مطيبع

مراد لكحل

مدير الموقع: حسام بن سكايم

المدقق اللغوي: حمزة فؤادمطيبع

bottom of page