top of page

الشهرة: بين المحمود والمذموم

  • Photo du rédacteur: مدونات آفاق
    مدونات آفاق
  • 10 avr. 2019
  • 2 min de lecture


بقلم: عبد اللطيف بن واضح



ملاحظة: أي تشابه في الأسماء فهو من باب الصدفة.


أحمد: كاتب / إكرام: كاتبة / عمر: فنان تشكيلي / سمية: عازفة كمان / مراد: عازف بيانو / جمال وسهام: صحفيان... ألا نرى أنّ كل فرد منهم يحمل رسالة من نوع خاص بين أنامله و في عوالم ضميره ومسؤوليته تجاه ميدانه وجمهوره؟ حتى وإن اختلفت الميادين فالجوهر واحد وهو ''الرسالة".

أحمد، إكرام، عمر، سمية، مراد، جمال وسهام، وصل بهم القطار إلى تحقيق النجاح وكسب احترام وتعلق الجماهير، حتى أصبح الجميع يصنفهم في خانة ''المشاهير''، وهنا نطرح إشكالا عميقا؛ الشهرة، أهي مقصد أم تشريف أو تكليف أم قاتلة نجاح؟

إنّ الشهرة في معناها الراقي هي نتاج ما وصل إليه كل إنسان تألق وأبدع في مجاله، ما جعل المهتمين بنفس المجال يتخذوه قدوة ويشعرون بشيء من الانتماء له، وهذا ما يدفعه إلى مواصلة العمل بجدية، مع التواضع، حتى يحافظ على المكسب ويبقى هدفه هو الرسالة النبيلة التي يذيعها.


حياة الرسالة:


الحالة 01 : أحمد، مراد، وسهام، وصلوا إلى بوابة الشهرة الضخمة، حيث فتح لهم فضاء العظمة فأصابهم الغرور والثقة الزائدة في النفس، حتى أهملوا لبّ الأمور وتمسكوا بقشورها، فلم تصبح الرسالة هي غايتهم ولا محركهم، ولم يصبح جمهورهم ذلك الجمهور الذي يجب أن يقدّموا له الأحسن، بل من شدة غرورهم بالنتيجة أوهموا أنفسهم أن الجمهور واجب عليه أن يبقي نفس الشعور تجاههم.. فأُعلن في هذه اللحظة بالذات عن نبأ وفاة الرسالة التي كانت بالأمس اللمسة التي أضافت كل الجماليات لفنهم أو عملهم، وأكسبتهم ودّ وإخلاص واحترام المتابعين وحتى الناقدين، ونفر منهم المتلقين بعد أن تفطّنوا لمصابهم..

أمرٌ يدعو للأسف؛ ماتت الرسالة ودُفن معها النجاح والفن الصاعد.

الحالة 02 : إكرام، عمر، سمية، وجمال كل منهم تألق و نجح في مجاله و أصبح مشهورا يلتقط الناس معهم الصور و الذكريات في الشوارع كل دقيقة، ولكن هذا لم يزدهم إلا تواضعا وإدراكا أنّ المشوار لا يزال طويلا، ولا زمان للغرور، وأنّ المحافظة على النجاح يكون بالعمل المتواصل بنفس النسق وتطويره، وليس بالترفع والإصابة بعدوى التكبر، وهنا النتيجة كانت مغايرة تماما لزملائهم الأوائل، لأنهم عرفوا أكمل معرفة أنّ الشهرة في البداية والنهاية بقدر ما هي تشريف هي ضعف ذلك تكليف ومسؤولية، إن عرف الورى كيفية التعامل معها نجوا وإلا هلكوا في أسفل سافلين.

نتيجة: الحالة الأولى مذمومة وهي سبب وفاة الرسالة والمرسل والمستقبل، أمّا الحالة الثانية فهي الأوكسيجين والدافع لمواصلة التفوّق والصمود على هرم الفلاح قدر المستطاع، فالمعادلة هنا بسيطة؛ الحالة الأولى تعادل خلود جماهيري، أما الثانية فانتحار "شُهروي".

Comments


من نحن ؟

مدونات آفاق، مدونة خاصة بنشر مقالات الرأي في كل المجالات، نعمل على أن تكون منصة لأصحاب الأقلام الراقية، نرحب بمشاركاتكم.

القوائم

سياسة 

رياضة

اقتصاد

فكر وفلسفة

اعلام وإتصال

أدب وفنون

دين

تاريخ

مجتمع

منوعات

مدونينا الدائمين

فيديو الأسبوع

حسام بن سكايم

حمزة فؤاد مطيبع

مراد لكحل

مدير الموقع: حسام بن سكايم

المدقق اللغوي: حمزة فؤادمطيبع

bottom of page