العلاقة الزوجية: بين نعمة ونقمة
- مدونات آفاق
- 1 avr. 2019
- 2 min de lecture

بقلم: زهية سوسي
في مجتمعاتنا العربية، كيف للزوج أن يخجل من مناداة زوجته بأجمل الأسامي، بل حتى يخجل أن يناديها باسمها فيستبدلها بــ " يا مرا، اسمعي، انتي"، لكنه لا يخجل دعوتها بأبشع الأسماء والصفات حين يكون غاضبا ؟ لماذا لا يمسك الزوج بيد زوجته أمام أبنائه أو يعانقها، لكنه يبرحها ضربا أمامهم ويهينها ؟ إلى متى سيبقى تفكيرنا رجعيا ؟ هل الحب عيب؟ هل تدليل زوجتك عار؟ هل إظهار حبك لزوجتك جرم؟
كان أفضل الخلق يعترف لنسائه بحبه أمام الملأ، كان يعاملهن أحسن معاملة وأوصى بهن خيرا..
أبدا ما كان أو سيكون نقصان في الرجولة إن ناديت زوجتك ب"حبيبتي" أمام معارفكما.. ليس ضعفا أن تعلن حبك لها أمام أهلك ولا أن تمسك يدها في الشارع، ولا أن تتصل للإطمئنان على حالها وأنت في العمل، أو أن تساعدها في الأعمال المنزلية، أن تتذكرها بهدية أو شيء تحبه، أن تخصص لها جزءاً من راتبك لتتصرف فيه بحرية، كل هذا ليس ذنبا..
ليس قُبحا أن تكسر روتين حياتكما، وتسافرا معا لبضع أيام وحسب، حتى تذكّرها أنّك رجل قوي حليم، ولا تزال تحبها.. ولا أن تخبرها أنها جميلة بعد يوم شاق مرّ عليها في الإعتناء بالمنزل أو الأطفال كي تبث السرور في قلبك..
ليس إثما أن تشعرها بالأمان حتى وأنتما تمران بمشاكل زوجية عادية تطرأ على كل الأزواج.. ليس حراما أن تتفهم غيرتها، وتحفظ فرجك مع باقي البنات فتغض بصرك بل هذا الأخير فرض بعينه.. ليس عيبا أن تفتح بصيرتك على حديث أعظم الرجال: ( ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ) فتكون كريما معها في حبك وأخلاقك وتعاملاتك.. أتدري ما العار الحقيقي ؟ هو أن تخجل من أن تبوح لها بمشاعرك رغم أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلن حب خديجة أمام أصحابه ويقول "إني قد رُزقت حبها"، وكذلك إقرار حبه لعائشة في كلامه: "يا رَسُولَ الله؛ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ. قَالَ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا"..
الطامة هي أنها اختارتك أنت من بين الكثرين، كزوج وأب وأخ، وتعتبرك ملجأ الأمن والإستقرار، فتحرمها من حنانك، وتُعنّفها، وتعاملها بخشونة، وتعزلها عن أبسط حقوقها، ولا تقوم بواجباتك المفروضة عليك تجاهها، ويصل بك الأمر لأن تضربها، رغم تحذير خير الورى ﷺ: "لا تؤذوني في عائشة" والذي لم يرفع يده إطلاقا على أيٍ من زوجاته..
الإثمُ أن تكون مشغولا يوما كاملا ولا تتذكرها برسالة، يوم العطلة تجعلها للنزهة مع أصدقائك وتحرمها من الخروج معك، العيب أن تجلس يوما بأكمله في بيتك معها تراها كيف تجاهد لإرضائك بين الطبخ و الغسيل والتنظيف ولا تساعدها ولا تشكرها رغم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يساعد أهله في بيته..
جريمة أن تحرمها مما رزق الله به جيبك، ولا تتفضل عليها بهدية، متناسيا أنها تركت بيتا كانت تتنعم -ماديا أو معنويا أم كلاهما- فيه كملكة لأعظم الإمبراطوريات، لا ينقصها شيء، لكنها تركت مملكتها لأجلك، لأنها ظنّت أنّك ستكون سندها القوي على كل الأصعدة..
القبح أن ترى الرومانسية والحنان تجاهها ضعفا أو بشاعة أو وهما وتفاهة من صنع الأفلام..
العيب أن تحفظ عن ظهر قلب قوله عليه السلام : "رفقا بالقوارير" غير أنّك تصرّ على كسر قارورتك وإهمالها للأسف.. هي ليست آلة للعمل المنزلي والإنجاب فحسب، هي نصفك الثاني، تزوجتك لتكونا عائلة موَّحدة.. هي روحك فاستوص بها خيرا !
Commentaires