top of page

فرحات عباس ... حين تتغير المواقف

  • Photo du rédacteur: مدونات آفاق
    مدونات آفاق
  • 5 avr. 2019
  • 2 min de lecture

Dernière mise à jour : 7 avr. 2019




بقلم: محمد أنيس مزيان



من داع للإندماج مع فرنسا لمدافع شرس على استقلال الجزائر..


"الرجل ظلمه التاريخ، ويجب أن نضع أفكاره في سياقها الزمني" يقول أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة تلمسان، "عبد القادر بن داود"

قد نقع في أخطاء تجعلنا نغيّر حكمنا على شخص ما، وقد نكتشف معطيات جديدة تجعلنا نغير اتجاهاتنا إزاء قضية ما فالإنسان يبقى إنسانا والتغير إحدى أهم سماته والكل متفق على الأمر. لكن أن تغير موقفك الذي تعبت وأنت تدافع عنه لا لأيام ولا لشهور بل لسنين طويلة محاولا ترسيخ وتأكيد فكرة ما كنت مقتنع بها لحد التعلق والتبني فهذا ما يطلق عليه بالأمر الغريب. نموذج عن تغير المواقف بل وانعكاسها ل 180 درجة في وقت حساس وظروف سياسية حادة جعلت أغلب المحللين السياسيين يصفون الأمر بالغير العادي وكأنهم يلمحون لحقيقة مخفية وأمور مازالت مجهولة.

جدل سياسي وفكري أثاره فرحات عباس الزعيم الوطني والرجل السياسي الجزائري والذي كانت سنة 1931 بداية مشواره السياسي الطويل والمثير في نفس الوقت.

ويؤكد السيد “فرحات عباس في كتابه المشهور “الشاب الجزائري” الذي يعدّ أول عمل له، قوله: “الجزائر أرض فرنسية ونحن فرنسيون ” إلا أن هذه العبارة لم تثر الاهتمام المطلوب لذا عاد وكتب في مجلة الوفاق “L’ENTENTE” بتاريخ 27 فيفري 1936 مقاله المطول بعنوان: “فرنسا هي أنا” LA FRANCE “‘EST MOI”: “لو أنني اكتشفت الأمة الجزائرية لكنت مجاهدا وطنيا ولما كنت أخجل من وطنيتي، وكأنها جريمة، إن الرجال الذين ماتوا في سبيل المثل الأعلى الوطني يحبهم الناس ويمجدونهم كل يوم وليست حياتي أفضل منهم، ومع ذلك فلن أموت من أجل الوطن الجزائري لأن هذا الوطن لا وجود له ولم أكتشف هذا الوطن”!·لقد بحثت في التاريخ وسألت الأحياء والأموات وزرت القبور فلم يحدثني أحد عن هذا الوطن، ولقد استمر السيد “فرحات عباس” في إقناع كل من أراد أن يسمعه بأنه ليس وطنيا متعصبا، فقال على سبيل المثال في شهر جويلية 1946 لمحرر جريدة” القناص” FRANC-TIREUR السيد “فورييه” ” FOURRIER” أننا، أنا وأصدقائي لا نريد بأي ثمن أن نضرّ برسالة التمدين التي تتولاها فرنسا في شمال إفريقيا”” بأنه “لا يوافق على انضمام الجزائر للجامعة العربية، لأن صحراء ليبيا عقبة أشق في اجتيازها من البحر المتوسط” كما أكد للسيد “رانكوريل” ” RENCUREL” في 23 أوت 1946 “بأنه هو وأصدقاؤه مخلصون لفرنسا ولا يريدون أن ينسحب العلم الفرنسي من الجزائر”

إن الرأي الاندماجي الذي عبر عنه السيد “فرحات عباس” من 1931 ـ 1954، أفكاره معروفة ومدوّنة ولا يمكن محوها من التاريخ الذي يبقى شاهدا على أن نفس الرجل انضمّ لجبهة التحرير الوطني وكان رئيسا للحكومة المؤقتة وتعيينه عند استقلال الجزائر رئيسا للمجلس الوطني التشريعي ليكون أول رئيس دولة.


تناقض أسماه الكثيرون، وأمور خفية، كانت سببا في قبول جبهة التحرير لواحد من معارضيها وتحوله لأبرز قاداتها، نظرا لسياسة الرجل الداهية ولقدرته على الإقناع والتفاوض مما يمكننا القول أنّ جبهة التحرير الوطني وضعت الماضي جانبا وقررت الاستعانة بذكاء الرجل خاصة في مرحلة المفاوضات بعد أن أدركت أن فلسفته تغيّرت، ولعلّ مقال الدكتور رابح بلعيد بعنوان "فرحات عباس حصان طروادة الثورة الجزائرية" خير دليل على ما قيل سابقا، وأكده الكاتب الصحفي والسياسي محمد بوعزارة في كتابه "التعفن السياسي ولعنة الكرسي".. ليبقى الرجل مثيرا للحيرة طارحا التساؤل عن كيفية تغيير موقف كلي بقي طويلا صامدا يدافع عنه.

رحم الله كل من جاهد في سبيل تحرير وطننا..


Comments


من نحن ؟

مدونات آفاق، مدونة خاصة بنشر مقالات الرأي في كل المجالات، نعمل على أن تكون منصة لأصحاب الأقلام الراقية، نرحب بمشاركاتكم.

القوائم

سياسة 

رياضة

اقتصاد

فكر وفلسفة

اعلام وإتصال

أدب وفنون

دين

تاريخ

مجتمع

منوعات

مدونينا الدائمين

فيديو الأسبوع

حسام بن سكايم

حمزة فؤاد مطيبع

مراد لكحل

مدير الموقع: حسام بن سكايم

المدقق اللغوي: حمزة فؤادمطيبع

bottom of page